القائمة الرئيسية

الصفحات


مدير مرصد الشريط الساحلي يفسر ظاهرة تراجع مياه البحر في الشواطئ التونسية

 



أثار انحسار مياه البحر على الشريط الساحلي لبعض الشواطئ التونسية مؤخرا، حيرة التونسيين ما دفعهم للتساؤل عن ماهية هذه الظاهرة وأسبابها وإن كان لها علاقة بزلزال تركيا وسوريا.


حقائق أون لاين اتصلت بالمهندس أوّل ومدير مرصد الشريط الساحلي بوكالة تهيئة وتنمية الشريط الساحلي عادل العبدولي، الذي فسّر الظاهرة وأوضح أسبابها. 


وأقرّ عادل العبدولي، بتسجيل انخفاض في منسوب المياه تراوح بين 25 و30 سنتيمتر، وذلك بالرجوع إلى قاعدة البيانات الجغرافية في الشريط الساحل، خاصة بخليج تونس (المرسى وسيدي بوسعيد) والضاحية الجنوبية للعاصمة والشريط الساحلي لجزيرة جربة والمهدية مضيفا أنها لا تقتصر على الشريط الساحلي التونسي فقط بل تم تسجيلها في اغلب دول البحر الابيض المتوسط. 


الأسباب


وبيّن العبدولي أن أسباب ظاهرة انخفاض مستوى مياه البحر بمحاذاة الشريط الساحلي تأتي نتيجة عوامل طبيعية عادية وأخرى غير عادية متعلقة أساسا بالمناخ.


أمّا العامل الطبيعي الأوّل فيتمثل في أنه مع بداية شهر فيفري من كل عام يشهد مستوى سطح البحر انخفاضا يبلغ 10 سنتيمترات وهي ظاهرة طبيعية موسمية تحدث كل عام في بلدان البحر الأبيض المتوسط، وهو عامل من عوامل تراجع المياه على الشواطئ. 


وأمّا العامل الثاني وفقا لعادل العبدولي، فيتمثل في الانخفاض الحاد لدرجة الحرارة وخاصة درجة حرارة مياه البحر ما يتسبب في تقلص حجمها بفعل انخفاض الحرارة، مشبّها ذلك بالمياه السائلة التي تتجمد وتصبح جليدا فيتقلص حجمها.


وبيّن المهندس عادل العبدولي أن العامل الثالث والرئيسي هو الضغط الجوي المرتفع جدا الموجود فوق البحر الابيض المتوسط (عكس الاعصار الذي يسبب الأمطار والرياح) الذي ينتج عنه كتلة ذات ضغط كبير تنزل على الشريط الساحلي وتجفف المياه ما يحدث نقصا في امتدادات المياه على الشريط الساحلي.


وذكر محدثنا أن هناك عاملا طبيعيا يتعلق بالمناخ، وهو قلة الأمطار التي تغذي الشريط الساحلي الأمامي للبحر، ونقصها يؤثر ويجعل المياه تتراجع نحو الخلف.


وأكّد محدثنا أن هذه العوامل محدودة في الزمان والمكان ولا تشكل مصدر قلق، في مقابل ذلك بين أن ما يقلق فعلا هو ارتفاع منسوب مياه البحر بسبب التغيرات المناخية وما ينجر عنه من تأثيرات على الشريط الساحلي.


ولفت إلى أن جميع المعطيات المتعلقة بظاهرة تراجع مياه البحر مسجلة في قاعدة بيانات جغرافية، وتم تضمينها في "منحى" وتقدير المدة الزمنية لها، مبينا أنه خلال الايام القليلة القادمة (بداية شهر مارس) سيعود مستوى المياه إلى وضعه الطبيعي سواء في تونس او في باقي بلدان البحر المتوسط.


لا علاقة للظاهرة بزلزال تركيا وسوريا


وعن تخوفات بعض المواطنين من أن تكون لهذه الظاهرة علاقة بزلزال تركيا وسوريا، نفى المهندس عادل العبدولي ذلك، مؤكدا أنه لا وجود لاي علاقة بين الزلزل وظاهرة انحسار مياه البحر في تونس. وأوضح أن الزلزال حدث في اليابسة وليس في البحر الذي يخلق نوعا من التسونامي، وهو أمر من المستبعد جدا حدوثه.


لمحة حول مرصد الشريط الساحلي بوكالة تهيئة وتنمية الشريط الساحلي


أفاد عادل العبدولي بأن مرصد الشريط الساحلي بوكالة تهيئة وتنمية الشريط الساحلي، يعمل على على نظام معلومات جغرافي وقاعدة بيانات جغرافية خاصة بتركيز واستغلال شبكة القيس بالشريط الساحلي بتركيز 5 آلات قيس المد والجزر و7 الات قيس بموانئ الصيد البحري في كل من طبرقة وغار الملح وحلق الواد وحمامات وقابس وجرجيس وجربة.


وأضاف أنه منذ 2011 ركّز مرصد الشريط الساحلي علامات بحرية ثابتة مركزين بالوسط البحري، وهو مشروع الاول من نوعه في المتوسط يهدف لحماية وتهيئة السواحل التونسية وحسن التخطيط والمتابعة والتصدي للمناطق المتأثرة بتغير المناخ خاصة في المناطق الهشة، وذلك بهدف جمع وتخزين بيانات المعطيات الخاصة بتسرب المياه المالحة في الطبقات الجوفية والفيضانات والانغمار البحري والانجراف وخاصة البيانات المتعلقة بالتوقعات الجوية.


صور من الفيسبوك لتراجع منسوب المياه في بعض الشواطئ التونسية






تعليقات




التنقل السريع