هو رجل موسوعي قلّ وجوده في زمانه كرّس حياته في البحث عن مناهل العلم المعرفة فكان شغوفا بالمطالعة والكتابة والتأليف،
هذا الرجل هو العلّامة والباحث والمفكر المرحوم محمد محفوظ
الذي ولد في غرّة جانفي سنة 1923، نال سنة 1935 الشهادة الإبتدائية غير أنه إنقطع عن الدراسة لمدة سبعة سنوات قضاها
في ممارسة مهن عديدة سرعان ما عاد الى مقاعد الدراسة من جديد سنة 1944وتدرّج في مراحل التعليم حيث تحصّل سنة 1951 على شهادة العالمية للشريعة وأصول الدين وشهادة الحقوق التونسية،تتلمذ على العديد من المشائخ أهمهم الشيخ محمد الفاضل بن عاشور والشيخ محمد الشاذلي النيفر والشيخ
محمد الهادي العلاني ورغم تحصيله العلمي فقد عمل مستكتبا
في إدارة معهد (الحي الزيتوني سابقا)معهد 15 نوفمبر 1955 حاليا ثم التحق بوزارة الشؤون الثقافية ،والشيء الملفت أنه رغم الظروف الصحية التي عاشها طيلة أكثر من خمسة عشر سنة فإنه لم تثنه على الإبداع رافضا الخنوع والإستسلام للإعاقة الجسمية فخلال أقل من عقدين قام بتحقيق عديد المخطوطات
الثرية في التراث والتاريخ ،حوالي14 أثرا إجتهد في تحقيقها وتقديمها الى الدارسين والمهتمين أما عن مؤلفاته فهي كثيرة أيضا ومتنوعة عمل على إخراجها بأسلوب سلس ولغة سليمة مع
الدقة في التحري والبحث من أمهات الكتب التونسية والعربية
في الحضارة والدين والتاريخ واللغة والتراث، والتوازي مع الكتابة كلّف المرحوم محمد محفوظ في نطاق وظيفته بجمع
مكتبة الشيخ العالم علي النوري الضخمة وإعداد فهرست لها وهو بلا شك عمل مضني وشاق خاصة وان حالته الصحية أرهقته كثيرا مما أجبرته على التقاعد مبكرا سنة1979، كما أن الباحث المرحوم محمد محفوظ ساهم منذ الأربعينات في النشر
بعديد الصحف التونسية: الزهرة،النهضة، العزائم، المعارف، الرباط، صدى الزيتونة،صوت الطالب الزيتوني، الصباح، العمل، الهداية، الفكر، الهداية ، مرآة الساحل....... كما أنه كان له نصيبا
وافرا في إنتاج برامج عديدة بإذاعة صفاقس تعنى بالأدب والفكر والتاريخ والدين مثل: أمهات الكتب،حديث الثلاثاء، من خبايا التاريخ والأدب ، أعلاد وأضواء ،أسباب النزول ، حديث
الكتب بمشاركة الشاعر المرحوم محمد الشعبوني ، هذا الى جانب مشاركته في الإنتاج بالإذاعة التونسية و إذاعة لندن....
وقد ترك العلامة محمد محفوظ عديد المؤلفات والمخطوطات إن كانت تأليفا أو تحقيقا وهي كالآتي مرتبة
زمنيا:
-في آخر الخمسينات: ثورة علي بن غذاهم.
-1973:تحقيق ديوان الشاعر محمد الشرفي الصفاقسي.
-1978 : تحقيق مشيخة ابن الجوزي.
-1978:جولة بين الكتب.
-1980:تحقيق برنامج الوادي آشي.
-1980:تحقيق الأربعين حديثا لأبي الحسن البكري.
-1982: تراجم المؤلفين التونسيين وهي موسوعة ضخمة في
خمسة أجزاء.
-1983:تحقيق شرح غريب ألفاظ المدونة للجبي.
-1983:ابن ابي الضياف، حياته،نظرات في تاريخه.
-1986:تحفيق رسالة في حكم السماع وفي وجوب كتابة
المصحف بالرسم العثماني للشيخ علي النوري.
-1988: تحقيق نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والإخبار للمؤرخ محمود مقديش. ذلك بمعية الباحث علي الزواري وقد صدر هذا الكتاب بعد وفاة المرحوم محمد محفوظ ببضعة أشهر
كما انه ترك لنا عديد المؤلفات التي لم تنل حظها من النشر....
توفي فقيد الفكر والأدب والحضارة المرحوم محمد محفوظ
يوم 6جوان 1988 ......
تعليقات
إرسال تعليق